- بنات الثانوية يكثرن من السؤال عن انقطاع العادة في وقت المدرسة على الظهر أو حتى صباحا قبل الظهر بساعة أو شيء ، واضطرارهن تأخير الغسل حتى العودة للمنزل بطبيعة الحال ، وفي الغالب يدخل وقت العصر ، فعليهن قضاء الظهر والعصر معا؟ والصبح كذلك لمن انقطعت عنها قبل الظهر؟ وهل يأثمن لتأخير الغسل؟
وهل تجري نفس الأحكام على من تأخر غسلها لكونها خارج المنزل؟
ومن أخرت الغسل وهي في المنزل بسبب البرد ، نظرا لانقطاع العادة في الليل أو قبيل الفجر ، أخرته حتى الصبح أو الضحى . عليها قضاء لكن هل تأثم؟ وهل تصلي الصلاة إذا دخل وقتها بتيمم احتراما للوقت وإن كانت ستقضيها كذلك؟
الجواب:
أولا: لو انقطع الدم بعد خروج وقت الصبح وذلك بشروق الشمس فلا يجب قضاء الصبح، وليس كما جاء في السؤال أن الصبح يجب قضاؤه لمن انقطعت عنها قبل الظهر.
ثانيا: يجب عليهن إن انقطع الدم وخفن خروج الوقت أن يغتسلن، وإن كن في المدرسة أو العمل، فإن لم يمكن الغسل؛ لعدم وجود الماء مثلا، أو عدم وجود المكان الذي يغتسلن فيه فيجب عليهن التيمم والصلاة.
فإذا أمكن الاغتسال ولكن لم يغتسلن أثمن بذلك، ويجب عليهن القضاء فورا إذا رجعن إلى بيوتهن.
ثالثا: نعم تجري نفس هذه الأحكام لمن كانت خارج المنزل وتيقنت من انقطاع دمها.
فعليها أن تبحث عن مكان لتغتسل فيه وتصلي قبل خروج الوقت إذا كان هذا المكان قريبا في حدود كيلو متر ونصف.
أما إذا كان فوق ذلك فلا يجب عليها الذهاب إلى ذلك المكان ويلزمها حينئذ التيمم والصلاة، فإن لم يمكن التيمم أيضا صلت بلا غسل ولا تيمم وعليها القضاء.
رابعا: نعم يلزم من أخرت الغسل وصلاة الفجر وقد انقطع الدم يقينا حتى خرج الوقت القضاء وعليها الإثم.
وكان الواجب عليها أن تغتسل بتسخين الماء ثم تصلي، وإن كانت لا تستطيع تسخينه أو لم يفد تسخينه وخافت الضرر من الإغتسال أن تتيمم وعليها القضاء، فإن لم يمكنها التيمم صلت لحرمة الوقت وقضت.
خامسا: نعم يلزمها أن تتيمم إن لم تستطع الغسل وإن كانت ستقضي الصلاة لحرمة الوقت.
سادسا: إذا احتمل انقطاع الحيض عند النوم مثلا ولم تتيقن من ذلك فلا يلزمها أن تنظر نفسها ويمكنها أن تنام من دون أن تتأكد من انقطاع الدم؛ لأن الأصل بقاء الحيض.
فإذا انتبهت بعد خروج صلاة الفجر فنظرت نفسها فوجدت الانقطاع فليس عليها قضاء صلاة العشاء والفجر؛ لاحتمال أن الانقطاع حصل الآن لمّا نظرت، والقاعدة: أن الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن.
وقد جاء في صحيح البخاري في باب إقبال المحيض وإدباره ما نصه: وبلغ بنت زيد بن ثابت: أن نساء يدعون بالمصابيح من جوف الليل ينظرن إلى الطهر، فقالت: ما كان النساء يصنعن هذا وعابت عليهن. 1/71. والله أعلم.