الجواب:
1- مجرد الشعور بالألم والحزن في القلب من جراء المصيبة والمحنة وبكاء العين وتمني زوال البلاء أمر طبيعي ولا حرج في ذلك، ولا ينافي - بحمد الله - الصبر والرضا، بل هو من آثار رقة قلب المؤمن والرحمة التي في قلبه، وقد حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبكى عند وفاة ابنه إبراهيم كما في حديث أنس في صحيح البخاري، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلاّ ما يرضي الرب ".
وحزن كذلك وبكى لما بلغه قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وهم قادة جيش المسلمين في غزوة مؤتة، ونعاهم - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وهو يبكي وعيناه تذرفان وغير ذلك . وهذا في دمع العين، أما البكاء مع رفع الصوت فغير حسن؛ لأنه قد يدل على الجزع. فقد جاء في الحديث الصحيح: "إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم" رواه البخاري ومسلم.
وأما إظهار الجزع بالصراخ والعويل ولطم الخدود ونشر الشعور وشق الثياب فهو محرم مناف للصبر على القضاء.
2- الشكوى للآخرين التي لا اعتراض فيها تنافي كمال الصبر ولا تنافي أصله، فالأفضل عدم الشكوى إلا لله سبحانه وتعالى.
قال في رسالة المعاونة والمظاهرة: وأن الشكوى إلى من لا يستطيع أن ينفع نفسه ولا أن يكشف عنها ضراً من الحماقة، وهذه صفة كل مخلوق، ومع ذلك فالشكوى دالة على عدم الاكتفاء بالله الذي بيده ملكوت كل شيء.(ص82).
والخلاصة:
أن الصبر وعدم ذكر شيء من هذه المصائب - إلا لغرض كإخبار الطبيب - أفضل، وجاء في الحديث الصحيح: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم. والله أعلم.
1- مجرد الشعور بالألم والحزن في القلب من جراء المصيبة والمحنة وبكاء العين وتمني زوال البلاء أمر طبيعي ولا حرج في ذلك، ولا ينافي - بحمد الله - الصبر والرضا، بل هو من آثار رقة قلب المؤمن والرحمة التي في قلبه، وقد حزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبكى عند وفاة ابنه إبراهيم كما في حديث أنس في صحيح البخاري، وقال - صلى الله عليه وسلم -: " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلاّ ما يرضي الرب ".
وحزن كذلك وبكى لما بلغه قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وهم قادة جيش المسلمين في غزوة مؤتة، ونعاهم - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وهو يبكي وعيناه تذرفان وغير ذلك . وهذا في دمع العين، أما البكاء مع رفع الصوت فغير حسن؛ لأنه قد يدل على الجزع. فقد جاء في الحديث الصحيح: "إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم" رواه البخاري ومسلم.
وأما إظهار الجزع بالصراخ والعويل ولطم الخدود ونشر الشعور وشق الثياب فهو محرم مناف للصبر على القضاء.
2- الشكوى للآخرين التي لا اعتراض فيها تنافي كمال الصبر ولا تنافي أصله، فالأفضل عدم الشكوى إلا لله سبحانه وتعالى.
قال في رسالة المعاونة والمظاهرة: وأن الشكوى إلى من لا يستطيع أن ينفع نفسه ولا أن يكشف عنها ضراً من الحماقة، وهذه صفة كل مخلوق، ومع ذلك فالشكوى دالة على عدم الاكتفاء بالله الذي بيده ملكوت كل شيء.(ص82).
والخلاصة:
أن الصبر وعدم ذكر شيء من هذه المصائب - إلا لغرض كإخبار الطبيب - أفضل، وجاء في الحديث الصحيح: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم. والله أعلم.