الجواب وبالله التوفيق:
أوﻻ: جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز ﻷمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم " رواه البخاري.
فإذا كانت هذه الخواطر مما يهجم على خاطر اﻹنسان وليس له في ذلك اختيار فهو مما يرجى من فضل الله تعالى عدم المؤاخذة به.
بل قالوا: إن الخواطر القهرية من أنواع البلاء التي يثاب عليها المؤمن إذا قام باﻷدب الواجب لله تعالى فيه، وقد سلطها الله على العبد ليرجع إليه فارا بانكساره واضطراره فيجيبه إذ ذاك.( ينظر: النفائس العلوية ص60).
ثانيا: العلاج من هذه الخواطر يكون بأمور منها:
1- اﻻستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ كما قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).
2- اﻹعراض عنها والتناسي لها، واستحسنوا أن يقال عند ورودها: سبحان الملك الخﻻق -الفعال لما يريد- إن يشاء يذهبكم ويأت بخلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز. ( ينظر: النفائس العلوية 60).
ففي اﻻسترسال في الخواطر الرديئة ضرر كبير، وقد قيل:
حماية القلب من الشيطان *** من الفرائض على اﻷعيان
فاتق ما زينه لك الغوي *** ﻻ سيما إذا ضعفت وقوي
ثالثا: أسوأ الخواطر هي التي تأتي للإنسان وهو في حضرة ربه، كأن يكون في الصلاة، فدفعها وقطع التفكر فيها هو اﻷساس، وهذا من الجهاد، بل من أفضله، وقد قالوا في ذلك:
وأفضل الجهاد منع الفكر *** مما ﻻ يعني طول دهر
وهو أشده فمن ﻻ يعمله *** في غيرها ﻻ في الصلاة يفعله
رابعا: من أفاق من غفلة يمكنه أن يدفع الخواطر التي كان غارقا فيها بأمور مرتبة:
1- أن يذكر نفسه أن الله يسمعه ويراه ويعلم سره ونجواه.
2- إن لم يفد نفسه هذا التذكير لقصورها عن معرفة جلال الله فليذكر لها مكان الملكين الكريمين اللذين يكتبان الحسنات والسيئات، ويكرر تلاوة هذه اﻵية إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد* ما يلفظ من قول إﻻ لديه رقيب عتيد).
3- فإن لم ينفعها هذا التخويف فيذكر لها قرب الموت وأنه أقرب غائب ينتظر، وأنه متى نزل به وهو على حال غير مرضية ينقلب بخسران ﻻ آخر له.
4- إن لم ينفع هذا أيضا فليذكر ما وعد الله به من أطاعه من الثواب العظيم، وما توعد به من عصاه من العذاب اﻷليم.
خامسا: الذكر ينفع للتخلية والتحلية معا، وﻻ يوجد شيء انفع لتنوير القلب وتنظيف الوعاء من مﻻزمة الذكر، قال اﻹمام الحداد:
وإن رمت أن تحظى بقلب منور *** نقي من اﻷغيار فاعكف على الذكر
وثابر عليه في الظلام وفي الضياء *** وفي كل حال باللسان وبالسر
فإنك إن ﻻزمته بتوجه *** بدأ لك نور ليس كالشمس والبدر
والله أعلم.
أوﻻ: جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز ﻷمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم " رواه البخاري.
فإذا كانت هذه الخواطر مما يهجم على خاطر اﻹنسان وليس له في ذلك اختيار فهو مما يرجى من فضل الله تعالى عدم المؤاخذة به.
بل قالوا: إن الخواطر القهرية من أنواع البلاء التي يثاب عليها المؤمن إذا قام باﻷدب الواجب لله تعالى فيه، وقد سلطها الله على العبد ليرجع إليه فارا بانكساره واضطراره فيجيبه إذ ذاك.( ينظر: النفائس العلوية ص60).
ثانيا: العلاج من هذه الخواطر يكون بأمور منها:
1- اﻻستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ كما قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم * إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).
2- اﻹعراض عنها والتناسي لها، واستحسنوا أن يقال عند ورودها: سبحان الملك الخﻻق -الفعال لما يريد- إن يشاء يذهبكم ويأت بخلق جديد، وما ذلك على الله بعزيز. ( ينظر: النفائس العلوية 60).
ففي اﻻسترسال في الخواطر الرديئة ضرر كبير، وقد قيل:
حماية القلب من الشيطان *** من الفرائض على اﻷعيان
فاتق ما زينه لك الغوي *** ﻻ سيما إذا ضعفت وقوي
ثالثا: أسوأ الخواطر هي التي تأتي للإنسان وهو في حضرة ربه، كأن يكون في الصلاة، فدفعها وقطع التفكر فيها هو اﻷساس، وهذا من الجهاد، بل من أفضله، وقد قالوا في ذلك:
وأفضل الجهاد منع الفكر *** مما ﻻ يعني طول دهر
وهو أشده فمن ﻻ يعمله *** في غيرها ﻻ في الصلاة يفعله
رابعا: من أفاق من غفلة يمكنه أن يدفع الخواطر التي كان غارقا فيها بأمور مرتبة:
1- أن يذكر نفسه أن الله يسمعه ويراه ويعلم سره ونجواه.
2- إن لم يفد نفسه هذا التذكير لقصورها عن معرفة جلال الله فليذكر لها مكان الملكين الكريمين اللذين يكتبان الحسنات والسيئات، ويكرر تلاوة هذه اﻵية إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد* ما يلفظ من قول إﻻ لديه رقيب عتيد).
3- فإن لم ينفعها هذا التخويف فيذكر لها قرب الموت وأنه أقرب غائب ينتظر، وأنه متى نزل به وهو على حال غير مرضية ينقلب بخسران ﻻ آخر له.
4- إن لم ينفع هذا أيضا فليذكر ما وعد الله به من أطاعه من الثواب العظيم، وما توعد به من عصاه من العذاب اﻷليم.
خامسا: الذكر ينفع للتخلية والتحلية معا، وﻻ يوجد شيء انفع لتنوير القلب وتنظيف الوعاء من مﻻزمة الذكر، قال اﻹمام الحداد:
وإن رمت أن تحظى بقلب منور *** نقي من اﻷغيار فاعكف على الذكر
وثابر عليه في الظلام وفي الضياء *** وفي كل حال باللسان وبالسر
فإنك إن ﻻزمته بتوجه *** بدأ لك نور ليس كالشمس والبدر
والله أعلم.