وَيَسْتَفْتُونَكَ

Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
وَيَسْتَفْتُونَكَ

تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل


    أعتقد أني قد حُسدت وهناك قريب لنا قال أنه يعلم من حسدنا، فما هو العلاج بالتفصيل من فضلكم؟

    avatar
    Asmaa Mohammed
    Admin


    Posts : 393
    Join date : 2015-08-27
    Age : 8
    Location : cairo

    أعتقد أني قد حُسدت وهناك قريب لنا قال أنه يعلم من حسدنا، فما هو العلاج بالتفصيل من فضلكم؟ Empty أعتقد أني قد حُسدت وهناك قريب لنا قال أنه يعلم من حسدنا، فما هو العلاج بالتفصيل من فضلكم؟

    Post by Asmaa Mohammed Sun Feb 14, 2016 2:45 pm

    الجواب:

    أوﻻ: ﻻ ينبغي ﻹنسان أن يكثر التفكر في أمر السحر والعين وإﻻ حصل له بذلك الوسوسة، وفتح له باب من الضرر.
    فكثير من الناس يعتقدون أن بهم عين أو سحر، وهم معافون منهما، والحمد لله.
    فالصواب تعليق اﻹنسان رجاءه بالله تعالى أنه محفوظ، ويكثر من اﻷذكار واﻷدعية التي تجلب الحفظ، كالمعوذات، وقراءة أذكار الصباح والمساء.
    والعين حق والسحر موجود بﻻ شك فيهما، ولكن حصولهما ليس هو اﻷمر اﻷغلب، بل ربما يصح أن يقال: أن حصول السحر والعين أمر نادر وليس غالب خلاف ما يعتقده عوام الناس.

    ثانيا: كيفية معرفة أن اﻹنسان مصاب بالحسد أو السحر، ربما يعرف ذلك بحصول أمر مفاجئ من مرض ﻻ يعرف له سبب ولم يمكن علاجه، أو لخبطة في حياته غير طبيعية من دون سبب معروف، فيمكن أن يقال حينئذ أن هذا اﻹنسان مصاب بالسحر.

    ومع ذلك هو ظن، وليس يقين.
    وكذلك أيضا، يعرف بقول أهل الخبرة الموثوق بهم، أو بإخبار من ثبتت وﻻيته.
    أما ما يقال: أن من علاماته: أوجاع في المفاصل، أو شعور بحرارة، أو تعرق، ونحو ذلك.
    فعندي أنه ليس بصواب؛ ﻷن هذه اﻷمور كلها يمكن أن تحصل ﻷي إنسان عادي بكثرة، ومن دون أن يكون مصابا بشيء.
    وكثير من النصابين يذكرون بعض هذه اﻷمراض المنتشرة في الناس يوهمونهم أنهم على معرفة ودراية، وقصدهم بذلك - والله أعلم - .. الحصول على المال من هؤﻻء الناس المخدوعين.
    أو قد يكون بعض أدعياء العلم وحب الغرابة يقولون للناس هذا الكلام، ليجد آذانا منصته له، واستغراب من الناس.
    وقد نقل الشيخ ابوبكر بن أحمد الخطيب في فتاويه عن الشيخ محمد بن عمر باجمال في كتابه مقال الناصحين: ويتأكد على كل مؤمن أن يذهب بقلبه إلى الله تعالى، وينزل حوائجه عليه، ويكون همه واقفا عليه فيرجع إليه فيما يطلب، ويرغب إليه فيما يحب، فيتداوى بالمرهم، ويرقي العلة بما ورد من التعويذات والرقي والتمائم، ويجتنب المجهول وغير المأثور من العزائم ويتبرأ حينئذ من الحول والقوة وينتظر الشفاء ممن له الخلق واﻷمر، وقد عمت الفتنة في هذه الجهة بركون المريض إلى أهل الباطل والضلال، الناطقين بالكذب والمحال، ممن يزعم المعرفة بالتكهن والسحر والتنجيم، وخبر الجن والشياطين، وهذا كله محظور محرم ﻻ يلتفت إليه إﻻ من فقد من الله الهدى والنور، وتركه في الظلمات يدور، وقد يضرب الواحد منهم المصروع أو يؤذيه زعما منه بأنه ﻻ يتألم به وﻻ يحس به، وهذا زعم باطل، بل يتألم المصروع بما يؤذيه ويعود أثره على جسده، فيجب الزجر عن ذلك، ويحرم إيذاؤه بكل ما يؤذيه فافهم.

    ثالثا: ﻻ يمكن اﻻعتماد على أن شخص يعرف الحاسد لأكثر من سبب، منها:

    1- أن هذه اﻷمور ظنية، وﻻ يمكن اعتماد الظن في اتهام الناس.
    2- أن اﻹصابة بالعين ﻻ يلزم أن يكون من أصاب بها قاصد الضرر، فقد يصيب بالعين شخص هو من أقرب الناس وأحبهم إلى المصاب بالعين بل قد يصيب اﻹنسان نفسه بالعين.

    رابعا: العلاج يكون بعدة أمور منها:

    1-قراءة المعوذتين.
    2- قراءة أذكار الصباح والمساء الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، توجد في مثل كتاب اﻷذكار للإمام النووي.
    3- قول: حصنت نفسي بالحي القيوم الذي ﻻ يموت أبدا ودفعت عنها السوء بألف ﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله.
    4- أن يتوضأ أو يغتسل العائن ويصب منه على المصاب بالعين كما ورد في الحديث الصحيح أن سهل بن حنيف بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر، فقال له عامر بن ربيعة ما رأيت كاليوم وﻻ جلد عذراء. فوعك سهل مكانه واشتد وعكه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلا وعك وأنه غير رائح معك يارسول فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر فقال رسول صلى الله عليه وسلم: " علام يقتل أحدكم أخاه أﻻ بركت، إن العين حق، توضأ له " فتوضأ له عامر، فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس. رواه مالك في الموطأ والحاكم وصححه وأقره الذهبي.

    وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم وغيره.

    قال النووي: وصفة وضوء العائن عند العلماء أن يؤتى بقدح ماء وﻻ يوضع القدح في اﻷرض فيأخذ منه غرفة فيتمضمض بها ثم يمجها في القدح ثم يأخذ منه ماء يغسل وجهه ثم يأخذ بشماله ماء يغسل به كفه اليمنى ثم بيمينه ماء يغسل به مرفقه اﻷيسر وﻻ يغسل ما بين المرفقين والكعبين ثم يغسل قدمه اليمنى ثم اليسرى على الصفة المتقدمة وكل ذلك في القدح ثم داخلة إزاره وهو الطرف المتدلى الذي يلي حقوه اﻷيمن، وقد ظن بعضهم أن داخلة اﻹزار كناية عن الفرج. وجمهور العلماء على ما قدمناه، فإذا استكمل هذا.. صبه من خلفه على رأسه.

    وهذا المعنى ﻻ يمكن تعليله ومعرفة وجهه، وليس في قوة العقل اﻻطﻻع على أسرار جميع المعلومات فلا يدفع هذا بأن ﻻ يعقل معناه. (14/172).

    5- اﻹكثار من تلاوة القرآن، فقد قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
    وقد روى البيهقي عن عبد الله بن مسعود حديث: " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن " قال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات، وروي موقوفا من حديث عائشة.( مصباح الزجاجة:4/55)، وقال الحافظ ابن حجر: روي مرفوعا موقوفا، ورجاله رجال الصحيح. (فتح الباري: 10/180).

    6- الرقية، فقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسترقى من العين" (رواه البخاري).
    وفي حديث آخر عن أم سلمة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة" (رواه البخاري).
    والسفعة هو سواد في الوجه، أو لون يخالف لون الوجه وهو محل الإصابة بالعين والنظرة أي الإصابة بالعين.

    فمن التعوذات والرقى المأثورة النافعة:

    أ-أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
    ب-أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامة.
    ج-رقية جبريل على نبينا وعليه الصﻻة والسلام التي رقى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي: (باسم الله أرقيكَ من كل داءٍ يُؤذيكَ من شرِّ كلِ نفس أو عينِ حاسدٍ الله يشفيك باسم الله أرقيك). رواها مسلم.
    د- أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
    ه- اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أن تكشف المأثم والمغرم اللهم إنه لا يهزم جنُدكَ ولا يُخلف وعدك سبحانك وبحمدك.
    و-أعوذ بوجه الله العظيم الذي لا شيء أعظم منه وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى –ما علمت منها وما لم أعلم– من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم.
    ز- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله. أعلمُ أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً. اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

    ولعل أقل التكرار في هذه المعوذات ثلاث مرات. والله أعلم.

      Current date/time is Thu Mar 28, 2024 4:02 pm